بين الفلسفة والايديولوجيا ..
بقلم : بلقاسم إدير
المفكر كما الفيلسوف لا يناظر ... لا يجادل برغبة مكبوتة في إقناع الآخر أو حمله على تبني قناعاته أو أطروحاته لأنه أصلا لا يحمل أفكارا جاهزة هو في راحة من قلقها الفكري بل فقط يحمل منظومة من علاقات منطقية وقوالب نظرية تسهل عليه صياغة أسئلة جديدة توقظ من جديد كآبة ميلاد جديد للأجوبة القديمة ... لا يمكن لأي فيلسوف حقيقي أن يتمترس وراء ايديولوجيا معينة وراء هوية ثابتة وراء دين ... هو لا يمكن أن يكون يساريا او يمينيا مسلما يهوديا مسيحيا لائكيا ..لانه في الاخير لا يمكن أن يتبنى أفكار من سبقوه من أمثاله أو من أبطال الفكر المغرض ... الفيلسوف يتجاوز الفكر وخارج لعبة الاستقطاب فهو ينتج ولا يستهلك .. ينتج من اللاشيء ومن الصفر .. ولا يعيد أكل ما تقيأه اللآخرون .. لأن الذي يأكله الآخرون هو تقيؤه الأول ... ليس هناك فيلسوف ليبيرالي ولا اشتراكي ..ولا يمكن أن يوجد مسلم يشتغل في الفكر ولا في الفلسفة لأن كل من هؤلاء لا يشتغلون الا تحت ضوء ماهو محدد لهما : النص ... ولا يمكن أن يخرج عن توابثه المحسومة سلفا ... من هنا نستنتج تفاهة وعبثية المناظرات الثنائية ... بين ديني وعلماني .. بين اشتراكي وليبيرالي ... وحتى مناظرات الهوية مثلا بين أمازيغي وعربي او مستعرب لأن في الأخير لا يمكن أن نصل الى نتيجة أو نستخلص فائدة ... هي شكل من أشكال التنافس الرديء حول لقب موهوم بدون حكم للمقابلة... كلا المتناظرين يهاجمان ثم يدافعان او العكس .. دون أن يقبل أحدهما أنه منهزم ..
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق