مقتطف من روايتي " زقاق اعتقوا الروح"

في الجزء الثاني الذي قد يصدر قريبا من روايتي " زُقاقُ اعتقُوا الرُّوحْ
ستقرأون :
كان " أبو الذهب " العضو النّافذ بالمجلس البلدي لمدينة الشفق الكبرى قد اقترح مشروع قانون يتعلّق بمجالات الرياضة والثقافة والفنون . عرضه على المجلس في إطار جلسة استثنائية حضرها الرئيس البشير وجميع أعضاء لجنة الفقهاء الخمسة إضافة إلى للاّخدّوج أمّ الرّئيس وتناول مقترح المشروع الأزمة الخانقة التي يعيشها أبو الفنون " المسرح " إضافة إلى قطاعات كبيرة و واسعة لها علاقة مباشرة وغير مباشرة بقطاع الثقافة . وقال أبو الذهب في معرض تدخّله أنّ الشعر والرّواية كفنّين راقيين وأسلوبين من أساليب الإبداع يعيشان احتضارا وموتا سريريا ؛ وعرج النائب على أمثلة واقعية ، قال بحدّة وألم : أيها الأعضاء لكم أن تتصوّروا كيف أنّ شاعرا مشهورا إسمه : " المحجوب ولد التّايْكة " يعرض قصائده إلقاء في مقاهي المدينة ، وأشار إلى أنّ الشاعر كان يحدّد ثمن القصيدة العمودية ب50 سنتيما بينما قصيدة الشعر الحرّ بدرهم واحد لكن في الأخير لا يبتاع أحدا شعره وقصائده . شخصيا كنت يوما في مقهى المسافرين ألعب مع بعض أصدقائي النواب لعبة " الرّونضا "وقد وقف أحد الزّبائن في وجه الشاعر وقال له : أيها الشاعر الغبيّ ، إسمح لي أن أسألك سؤالا . توقّف الشاعر عن أداء بعض قصائده وأجاب : قل ما عندك .. سأله الزّبون : واش من نيّتك كاتْهْضر ؟؟ واش نتا دابا كا تقرا علينا أولاّ كاتْخرا .؟؟ فانفجر كلّ من بالمقهى ضحكا وسخريّة من الشاعر الّذي هرب خارجا كا المجنون ..إخواني أعضاء المجلس البلدي إنّ الشعر يلفظ أنفاسه الأخيرة أمّا عن الرّواية فحدّث ولا حرج . سابقا كانت كلّ أصناف المطبوعات الأدبية من كلّ اللّغات المحلّية كالأمازيغية والعربية والفرنسية تلتهم كما تلتهم فاكهة الصبّار الطرية يوميا والآن إخواني الأعضاء المحترمين ، سيدي الرّئيس ، أعضاء لجنة الفقهاء ، للاخدّوج ، لا تستطيعون أن تتصوّروا معي مشهدا رأيته بأمّ عيني يوم الخميس الماضي في السوق الأسبوعي ؛ كاتب وروائيّ مشهورإسمه "إيويس ن كومة عبيد " يضطرّ لبيع " روايته الأخيرة " والّتي طبع منها ألف نسخة " يضطرّ المسكين لبيعها في سوق الخردة ؛ هذا الكتاب الذي يستحقّ أن يصنّف ضمن الكتب الوطنية التاريخية الموثّقة لفترة مابعد النبوغ الشّفقي ؛ طبعه من ماله الخاص ؛ لكن كلّ شركات التّوزيع رفضت توزيعه بذريعة أنّ الكتاب الرواية مكتوب بلغة لا يفهمها إلاّ الإنسان الّذي عاش قبل نحو 250 ألف سنة من الآن .. و صرخ في وجهه مدير شركة للتّوزيع : أغرب عني أيها المنحوس التعس . إذهب وامسح بأوراق روايتك خراءك الكريه الرائحة أثناء وجودك بالمرحاض ..؟؟ أيها الأعضاء المحترمون رقّ قلبي لحال الروائي الكبير وسألته عن سبب عزوف النّاس عن القراءة قال سببان وليس واحدا .. مارك اليهودي الصهيوني الداعشي المافيوزي الذي ابتلي الشباب بمرحاضه الذي سماه الفايسبوك .و هو المهرّج الكبير صاحب الحلقة الذي يجتمع حوله كلّ أهل المدينة من قرائي كلّ أسبوع هنا .. أصدقائي النواب : الروائي الكبير باع الألف كتاب في السوق دفعة واحدة ، لكن لمول الزريعة مقابل درهم واحد للكيلو ...
مقتطف من : زقاق اعتقوا الرّوح " الجزء الثاني

التصنيفات

عن الكاتب :

كاتب , شاعر وروائي مهتم بالشأن الأمازيغي يدون باللغات الأمازيغية والفرنسية والعربية

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *