الشعبوية بين الخطاب السياسي والنص الأدبي
الشعبوية يمكن تعريفها كإيديولوجية، أو فلسفة سياسية،أو نوع من الخطاب السياسي الذي يستخدم الديماغوجية ودغدغة عواطف الجماهير بالحجاج الجماهيري لتحييد القوى العكسية. حيث يعتمد بعض المسؤولين على الشعبوية لكسب تأييد الناس والمجتمعات لما ينفذونه أو يعلنونه من السياسات، وللحفاظ على نسبة جماهيرية معينة تعطيهم مصداقية وشرعية. و عكس الشعبوية هو تقديم المعلومات، الأرقام و البيانات بمخاطبة عقل الناخب لا عواطفه، لذلك عادة ما يتم وصف الشعبويين بأنهم يتبعون معاداة الفكر أو يمارسون عبادة الجهل .
ومن أكبر النتائج الكارثية للشعبوية هو قدرتها على اقناع عدد كبير من الشعب وغالبا ما يشكلون الأكثرية للقبول بالسلطة المطلقة للفرد أو لمجموعة من الزعماء.
( ويكيبيديا)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشعبوية في الأدب والسياسة
بقلم : بلقاسم إدير...
في تاريخ الادب الانساني يسجل ان الكتابة والقراءة كانت مقتصرة على علية القوم ..او ما يسمى بطبقة النبلاء حيث ينذر ان يوجد كاتب او فيلسوف او مؤرخ او متعلم أو شاعر في طبقة ادنى منهم مما جعل النصوص الادبية المقروء مثل رموز لا يفككها الا الذين يعلمون كيف يتم ذلك .. وهم الاشخاص من نفس طبقة النخبة .. هذا قديما لكنه مع اتساع رقعة التعلم وانتشار الات الكتابة ..ظهر نوع من الكتاب وهم الكتاب المغمورون ...منهم شعراء وفلاسفة وكتاب رواية من الطبقة الادنى حيث تغيرت أساليب الكتابة من درجة الرموز الى نوع من الوضوح والارتجالية .. استطاع بها كتاب الدرجة السفلى أن ينقلوا بواسطتها شكلا من أشكال الحياة التي لم يعرفها نموذج القصور ويوميات النبلاء وشرفاء الشعب ... استطاعت هذه الكتابات أن تلقى رواجا كبيرا في القرنين ما قبل الاخيرة .. واستطاع أدب الهامش أن يغزو سوق القراء ....بعد ذلك انتقلت النصوص الهامشية الى المسرح ثم الى السينما ثم الى النصوص الشعرية أيضا لتجذب أنظار ليس النخبة بل انظار الطبقات الكادحة الذين وجدوا فيها مرآة لحياتهم اليومية الاليمة ...... منتصف القرن العشرين فقط تحول الادب العربي الى الشعبوية وتسويق الاساليب الرديئة والمضامين الهامشية وانتقل الادب من الالتزام بالحدود الدنيا للقيم الى الخروج عن القيود المعترفة بها ... وكان ايذانا بظهور مثقفين يناهضون البورجوازية الادبية محتضنين لرداءة المضامين ...ومن هؤلاء المثقفين من سار في درب السياسة ونقل اليها عدوى السطحية والمباشرة حد الميوعة ..
مع اتساع رقعة التثقيف واكتساب المعارف من لدن الطبقة الكادحة .. بدأت تتشكل الطبقة المتوسطة التي حاولت اللحاق بطبقة المال والأعمال والنبلاء .. فكانت بداية تخلي الطبقة الاولى عن الثقافة الراقية و تخلت عنها للطبقة المتوسطة التي اغتنت منها في ظرف قياسي .. ومن ثم بدأ ابناء الطبقة الوسطى الذين كان آباؤهم من سلالة الهامش في الدخول في مغامرات السياسة والانتخابات .. وكان حظهم جيدا .. فقط لأنهم يعرفون كيف يخاطبون الطبقة الكادحة وهي من عموم الشعب .. بأسلوب مباشر ودون مقدمات استطاع خطابهم الوصول دون اعلام او وساطات .. وهنا بدأ المد الشعبوي في اكتساح الكراسي ...
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق