حول النقد ونقد النقد



حول النقد ونقد النقد ...

بقلم ..: بلقاسم إدير ــ 

كل الأشياء الموضوعة بما فيها المادة والفكر تتبلور حقيقتها المكنونة في الجوهر والشكل ..وبالتالي فنقد الشيء ينطوي على مغامرة تحديد ماهيته ... وماهيته التي تتفرع الى ماهية الشكل والجوهر تقتضي أيضا تمرس الناقد في معرفة كيف يحدد الجانب الذي يريد أن يضعه تحت عيون مجهره أكان الشكل أم الجوهر ... وحين أقول النقد أتجاوز المفهوم الكلاسيكي وأحدده في التحليل والدراسة ... من هنا أبدأ فأقول أن الأشياء الموضوعة كل الموضوعة هي نسبية في ماهيتها الشكلية ... فالاشياء المادية ايا كانت متغيرة الشكل والجوهر أيضا ويبدو الزمن هو من له الكلمة الأخيرة في كل تغيير أفقي ..بينما يأتي الإنسان كفاعل فقط .. مثلا قبل القرن الواحد والعشرين لا يمكن إقناع إنسان ما فوق الأرض أن البطيخ الأحمر مربع الشكل .. حيث زمن ميتافيزيقا التعريف .. فكل الفواكه والخضر من خلق الله ( لا تبديل لخلق الله ..كا في النص المقدس ..) .. كما لا يمكن اقناع انسان ما بأن البطيخ نفسه قد لا يكون أحمر ويبقي على نفس الذوق والنكهة ... وكما طال التغيير الشكلي والجوهري أيضا بعض الموضوعات الطبيعية المادية طال التغيير أيضا جوهرها الثابت ذهنيا لقرون في ذهن الانسان ... إذن هنا دراسة وتحليل الاشياء لا يمكن وصفها بنهائية بل تحتمل اوجها ليست في الحسبان وتتلاشى بسرعة الصورة النمطية لها .. لكن .. اعرف نقد الاشياء وخاصة الموضوعات الفكرية الغير المادية كلها تصب في بحر الذهني الصرف ولا تعطي انطباعا ما بعلاقتها بالمادي ... هوية الشعوب مثلا كأيقونة فكرية تتماهى دون أن ندرك ذلك بالموضوعي المادي الذي هو الانسان والجغرافيا في قالبها الشكلي بينما الجوهر يتمثل في اللغة والرأسمال المتراكم في بنك الثرات والعادات والتقاليد لهاته الشعوب ... لكن ماهو هذا الشكل الذي على ناقد او محلل ان يدرسه لشعب ما وهل هذا الشكل الذي هو الانسان والجغرافيا ثابت ..؟ وعن الجوهر ايضا هل الموروث الثقافي لشعب ما والذي هو مميزه ثابت ايضا ... ؟ إذن هنا يمكننا أن ندخل إلى نقد النقد .. وكيف يمكن أن نتعامل مع دراسة الشيء وإعادة دراسته ..

لنحاول مرة أخرى

التصنيفات

عن الكاتب :

كاتب , شاعر وروائي مهتم بالشأن الأمازيغي يدون باللغات الأمازيغية والفرنسية والعربية

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *